تجربتي مع الشق الحنجري

الشق الحنجري هو أحد المشاكل الصحية التي يعاني منها البعض عقب التعرض لبعض المشاكل الصحية، يصاحبه عادةً شعور بعدم القدرة على التنفس، التهابات بالحلق، وعدد من الأعراض الأخرى التي سأعرضها لكم اليوم خلال موضوعنا تجربتي مع الشق الحنجري، كما سأعرض لكم أيضًا كيف تعاملت مع الوضع والاحتياطات الواجب اتخاذها… تابعوا معي.

تجربتي مع الشق الحنجري

يعاني بعض البشر من عدة مشاكل صحية تضطرهم للخضوع لجراحة الشق الحنجري، والتي قد تتسبب في أعراض جانبية خطيرة في حالة عدم التعامل بشكل صحيح معها.

بدأت تجربتي مع الشق الحنجري عندما عانيت من آلام حادة وغير مفهومة لوقت من الزمن؛ قررت على إثرها زيارة الطبيب والذي أخبرني بضرورة الخضوع لجراحة الشق الحنجري، بعد عدد من التجهيزات وجدت ذاتي بغرفة العمليات حيث تم تخدير بشكل كلي؛ لتبدأ بعد ذلك مرحلة التطهير لجلد الرقبة “حيث سيتم فتح الجلد للجراحة”.

تمت عملية العزل بواسطة إحدى المناشف المعقمة، وذلك قبل عمل جرح الرقبة الذي يصل إلى القصبة الهوائية، يعرف الموضع الذي يفتحه الجرح باسم “الفغر الرغامي” هذا الفغر مسؤول عن وصول الهواء للرئتين.

استمرت العملية بين 2: 3 ساعات، وقد تلقيت أفضل عناية طبية بعدها، وهو ما ساعدني على التعافي في وقت قياسي ومواصلة حياتي بشكل أفضل من السابق.

خطوات الرعاية المطلوبة بعد جراحة الشق الحنجري

بعد أن وضحت لكم كل ما يتعلق بالعملية، دعوني أوضح لكم كيف تعاملت بعد الجراحة، بعد خروجي من غرفة العمليات واستعادة وعيي من آثار البنج، انتقلت إلى مرحلة راحة تامة “والتي لا ينبغي ألا تقل عن 48 ساعة في أقصى الظروف”.

امتنعت خلال مرحلة الراحة هذه عن تناول أي أطعمة أو مشروبات من خلال الفم؛ لأن الفم يحتاج إلى راحة تامة تسمح له بالالتئام والتعافي. بانتهاء فترة أو مرحلة التعافي تلك استعدت روتيني اليومي في تناول المأكولات والمشروبات شرط أن يكون الطعام رطبًا سائلًا بما يكفي لتسهيل عمليتيّ البلع والهضم خلال الحلق الصناعي.

لا ينبغي تناول أي أطعمة جافة، حارة، أو صلبة لتفادي أي عرض جانبي بعد العملية وذلك لحين شفاء الجرح بشكل كلي. ولعل من أهم الأمور التي يجب الإلتزام بها هو أمر النظافة الشخصية، تطهير الجرح، ومراقبته بشكل دوري، مستمر، ومنتظم؛ للتأكد من عدم ظهور أي عدوى قد تتسبب في انتكاسة صحية.

ينبغي أيضًا الحصول على أكبر قدر ممكن من الراحة؛ وتفادي التعرض لأي إجهاد، إلى جانب الابتعاد عن العادات السلبية كالتدخين وغيره، كذلك الحديث بنبرة صوت عالية أو محاولات الصفير؛ فكل هذه الأمور قد تتسبب في تقرح جرح الحنجرة وتهيجه.

في حالة الحاجة للخضوع لأي جراحة أخرى بعد جراحة الشق الحنجري؛ ينبغي استشارة طبيب الجراحة السابقة أولًا وشرحه الأمر له، للتأكد من التعرض لأي رعاية مطلوبة.

أثر الشق الحنجري على الصوت

مما لا شك فيه أن هذه الجراحة تترك أثرها الملحوظ على صوت المريض؛ والذي يتجسد في صورة تغييرات في نبرة أو طبقة الصوت، وهو ما يشكل عاملًا عامًا في نطق الحروف والأصوات الموسيقية.

الجدير بالذكر أن أثر الجراحة هذا مختلف في تأثيره على الصوت من مريض لآخر طبقًا لعمق الشق والتفاوت الذي تعرضت له أنسجة الحنجرة؛ إلا أن الأمر عادةً ما يختفي ويتحسن تمامًا عند الانتظام على تمرينات الصوت كتمدد الحنجرة ومحاولات الغناء، في حالة عدم ملاحظة أي تطور ملحوظ حتى مع الانتظام على هذه التمرينات؛ هنا يأتي دور مراجعة الطبيب.

الأعراض التي تلي جراحة الشق الحنجري

بعد الخضوع لجراحة الشق الحنجري يعاني المريض من عدد من الأعراض التي تتمثل في:

  • بطء معدل التعافي واستعادة الوضع الصحي السابق الذي سبق الخضوع للجراحة.
  • عدم القدرة على التنفس بصورة طبيعية وهو ما جعلني بحاجة إلى راحة ورعاية صحية مكثفة.
  • انتفاخ وآلام حادة قد تمنع المريض من النوم أحيانًا.
  • الشعور بالقلق الذي قد يصل إلى فقد الأمل في مسألة التعافي ثانيةً بعد الجراحة.

لا ينبغي إهمال أي شكوى أو عرض جانبي غريب؛ بل يفضل استشارة الطبيب بشأنه في أسرع وقت حتى لا تسوء الأمور في حالة وجود أي مشكلة.

أسباب جراحة الشق الحنجري

قد يتساءل البعض عن الأسباب والأعراض الصحية التي تستدعي خضوع المريض لهذه الجراحة، والحقيقة أن هذه الأسباب كثيرة وتتمثل في:

  1. التحكم والسيطرة على الالتهابات الحادة التي قد توجد بالحنجرة.
  2. وقاية المرضى من احتمالية التعرض للاختناق.
  3. تحسين الوضع النفسي للمرضى الذين لا يصيبهم القلق من عدم القدرة على القيام بعمليتي الشهيق والزفير بسلاسة.
  4. حالات الماسورة الحادة.
  5. المعاناة من أي من أنواع العدوى غير الآمنة سواء بالقصبة الهوائية أو بالحنجرة.
  6. المعاناة من انسداد مجرى التنفس.
  7. حالات فصل القصبة الهوائية التي تحدث في حالات أورام العنق، الرأس، أو الحنجرة السرطانية.

علاج ثقب القصبة الهوائية

تتعدد طرق العلاج المتوفرة لمشكلة ثقب القصبة الهوائية والتي تعرف باسم الشق الحنجري، وتعد إحدى بدائل التنفس الطبيعي التي يتم اللجوء إليها بالظروف الطارئة في حالات عدم القدرة على التنفس بشكل طبيعي وسلس.

كما تتوفر طرق علاجية أخرى منها:

  • زراعة الأنابيب الهوائية التي تساعد المرضى على عملية التنفس.
  • تعديل رؤوس الغارات لضمان أفضل درجة من التهوية للمريض.

تتم عملية تحديد العلاج المناسب للمريض على عدد من العوامل منها نوع العيب وشدته التي تفرض على المريض عدم القدرة على التنفس، كذلك الوضع الصحي العام للمريض.

أفضل آليات التعامل مع الشق الحنجري منزليًا

إذا كان الشق الحنجري من النوع المؤقت؛ يمكن للمريض التعامل معه منزليًا، وذلك من خلال:

  1. الاعتناء بموضع الإصابة.
  2. الابتعاد عن أي مواد معدلة قد تتسبب في ردود فعل تحسسية.
  3. الإلتزام بالأغذية ذات القوام الناعم الغني بالبروتين عوضًا عن أي أطعمة مجففة أو صلبة.
  4. الابتعاد عن العصبية ورفع طبقة الصوت عند الحديب أو الغناء لبعض الوقت.
  5. الابتعاد عن أي أنشطة رياضية تحتاج إلى ملء الرئة بالأوكسجين أو الهواء خلالها.
  6. الامتناع عن التدخين.
  7. البعد عن جميع مصادر تلوث الهواء للحفاظ على القصبة الهوائية قدر الإمكان.
  8. الحصول على أكبر قسط من الراحة.
  9. الابتعاد عن كل ما يتسبب في هياج الرئة.
  10. النوم لما لا يقل عن 7 أو 8 ساعات بشكل يومي.
  11. الإهتمام بالوضع الصحي للجسم.

هل يؤدي الشق الحنجري إلى الوفاة؟

تمر جراحة الشق الحنجري بنجاح وعلى خير في كثير من الحالات دون أي أثر سلبي على الوضع الصحي. ورغم هذا، قد يتعرض المريض لبعض المضاعفات التي يجب توخي الحذر بشأنها، والتي منها:

  • المعاناة من مصاعب أثناء عملية التنفس.
  • المعاناة من التهابات بأنسجة الرئة.
  • التعرض لعدوى الحنجرة.
  • نزيف الدم.

أما بخصوص الوفاة إثر الجراحة فهو أمر نادر للغاية، والتي لا تقع إلا بسبب إهمال الفريق الطبي القائم على الجراحة، أو مخالفة المريض لكافة التعليمات التي يطرحها الطبيب عليه للإلتزام بها.

ولهذا لا ينبغي التهاون أبدًا بشأن التعليمات التي ينبه بشأنها الطبيب، كما لا ينبغي إهمال أي أعراض مؤلمة أو مزعجة تظهر على المريض بعد الجراحة؛ لأنها قد تكون إشارة خطر يجب التعامل معها على الفور.